عن التدوين أتحدث ، عن تجربة الكتابة بالتحديد ، عن رحلة طولها عشرات السنين ، فيها اعتذرت لنفسي مراراً عن عدم خروجها للشمس ، و كل مرة كان العذر فيها واهياً كاذباً و منافقاً. لم أكن أعلم أنها تعلم ، إعتقدت مخلصاً أنها ستفهم يوماً أن العالم في الخارج موحش جداً أو أنني لا أملك أداة تليق بها أو أنني لا أجد جمهوراً مناسباً.
و كنت دائماً -في الواقع- متمنياً و متطلعاً و متشوفاً للإهتمام ، لم أكن أكترث حقيقة بأي من أعذاري ، لأن العذر الوحيد كان أنه لم يكن هناك أحد ليشاهد ، فابتذلت اللغة فترة من الزمن ثم آثرت أن لا أكتب في مكان كهذا لعدم وجود جمهور ، من ذا الذي سيتصفح موقعي و يقرأ كلماتي و يظنني شيئاً و يا حبذا لو كانت فتاة هيفاء جميلة.
مرحلة لا داعي للخوض فيها على العموم و لكنها تشارف على الانتهاء بحول الله ، و للمفارقة ، أجمل ما يميز هذا المكان الآن هو ذاته ما كان يعيبه من زمن ، خلوه من الزحام. بقدر أصرخ و أخبص و أهرتل براحتي ، بعيداً عن الأعين و الآذان ، و لكن ما الذي يميز هذا المكان عن دفتري الجميل ؟
أظن أن هذا المكان سيكون لأي كتابة أو صوت أو صور يمكنها أن تكون علنية ، أطمح يوماً ما أن يقرؤه شخص عزيز ، و لكنني سأحاول أن لا أستحضر هذه الفكرة كثيراً كي لا يفقد المكان خصوصيته و لو جدلاً
كمان رح أتحرر شوي من الفصحى الجميلة عندما أحتاج ذلك ، لا لنقص فيها و لكن لتعب يلم بي من ترجمة و تهذيب لصوت ما في رأسي.
لا أظن أن هنالك ما أضيفه ، هذا إعلان بداية جديدة و تأثيث لمكان أرجو من الله أن يكون فيه بركة و شفاء. كمان مرة ، خليني أجرب كمان مرة ، تجربة جديدة ، تجربة مرة.

أضف تعليق